نام کتاب : كامل الزيارات - ط مكتبة الصدوق نویسنده : ابن قولويه القمي جلد : 0 صفحه : 15
وما لا يحصيه الأنام
، ولا يبلغ وصف واصف منه التّمام ، ففعلتْ اُمّته ضدَّ ما أمر الله على لسان نبيّه
صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقَتَلوا
مَن اُمروا بمحبَّته ، وشَرَدوا مَن اُمروا بطاعَته ، وجَفوا مَن اُمروا بزيارته ،
وأخافوا مَن قبل ذلك بأحسن قبول ، وقام به أحسن قيام على مقدار طاقة الإمكان وقدرة
الزَّمان ، وعادوهم على ذلك ، ثمَّ مع ذلك يرجون بأنّهم يوفّقون للرّشاد ، وأنّهم
مقيمون على السّداد ، مؤدُّون لما افترض عليهم باللَّيل والنّهارَ ، راجون شفاعة
نبيّهم يوم القَرار ، كلاّ! بل نبيّهم [ الـ ] ـ مخاصم لهم يوم المعاد ، والطّالب
لهم بما فعلوا عند الثَّواب في يوم القيامة بين يدي رَبِّ الأرباب ، تبارك وتعالى
عن ظلم العباد ، و « إنَّ
رَبَّكَ لَبِالمرْصاد ِ[١]».
وأنا مبيّن لك ـ أطال الله بقاءَك ـ ما
أثاب الله به الزَّائر لنبيّه وأهل بيته ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ بالآثار
الواردة عنهم عليهمالسلام على
رَغم مَن أنكر فضلهم ذلك وجحده وأباه وعادى عليه ، وبالله أستعين على ذلك وعليه
أتوكّل وهو حسبي في الاُمور كلّها ونعم الوكيل.
وإنّما دعاني إلى تصنيف كتابي هذا
مسألتك وتَردادُك القول عَلي مرَّةً بعد اُخرى تسألني ذلك ، ولعلمي بما فيه لي من
المثوبة والتَقرُّب إلى الله تبارك وتعالى وإلى رسوله ؛ وإلى عليٍّ وفاطمة
والأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين وإلى جميع المؤمنين ببثّه فيهم ونشره في إخواني المؤمنين
على جملته ، فاشغلتُ الفكر فيه ، وصرفت الهمَّ إليه ، وسالتُ اللهَ تبارك وتعالى
العَون عليه حتّى أخرجته وجمعته عن الأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين من أحاديثهم
ولمأخرج فيه حديثاً روي عن غيرهم إذ كان فيما رُوّينا عنهم من حديثهم ـ صلوات
الله عليهم ـ كفاية عن حديث غيرهم ، وقد علمنا أنّا لا نحيط بجميع ما روي عنهم في
هذا المعنى ولا في غيره ، لكن ما وقع لنا من جهة الثّقات من أصحابنا ـ رحمهم الله
[برحمته] ـ ولا أخرجت فيه حديثاً روي عن الشُّذاذ من الرِّجال يؤثر ذلك عنهم عليهمالسلام