نام کتاب : كامل الزيارات - ط مكتبة الصدوق نویسنده : ابن قولويه القمي جلد : 0 صفحه : 14
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله أهل الحمد ووليِّه ،
والدَالِّ عليه والمجازي به ، والمثيب عنه ، حمداً يزيد ولا يبيد ، ولا يصعد ولا
ينفد ، جلَّ جلالُه ، وعظُم سلطانه ، وتعالى مكانه ، وتقدَّست أسماؤه ،
واتَّصَلَتْ آلاؤه ، وتواضع كلُّ شيءٍ لهيبته ، وخضع كلُّ شيءٍ لملكه ورُبوبيّته ،
ولا يدرك الواصِفونَ صفته ، ولا تبلغ الأوهام كُنْهَ معرفتِه ، فهو كما وصف نفسه :
إلهاً واحداً أحداً صمداً ، لم يَلِدْ ولم يُولدْ ولم يكن له كفواً أحدٌ.
وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا
شريك له ، وأشهد أنَّ محمّداً عبدُه ورسوله ، أعطاه الوسيلة ، وشرَّفه بالفضيلة ،
وأكرَمَه بالرِّسالة ، وأيّده بالدَّلالة ، وأبان به الإسلام ، وفضّله على جميع
خلقه من أهل سَمائه وأرضه ؛ وبَرِّه وبَحره ، فضلاً لا يسمو إليه حَدٌّ ، ولا
يبلغه واصفُ ، وفضّل به أهل بيته على جميع الأنام ، وجعلهم الحُجَج البالغة ،
وأيّدهم بالإمامة ، وافترض طاعتهم على جميع مَن به دان ، ولِلّه وحّد ، وبرسوله صلىاللهعليهوآله أقرَّ ، وجعل فضلَهم فضلاً لا يصفه
واصفٌ ، ولا يدركه ناعِت ، ولا يبلغ منتهاه ذو لبّ ، ولا يطمع فيه طامع فجعلهم
نجوم الأرض يهتدى بهم من الضّلالة ، يزيد بهم حيرة العَمى ، وجعلهم أوتاد الأرض أن
تميد بأهلها ، وأبان فضلهم على لسان نبيّه صلىاللهعليهوآله
، وفرض على العباد مودَّتهم في كتابه النّاطق على لسان نبيّه الصّادق حيث يقول جلّ
من قائل : « قُلْ لا
أسْالُكُمْ عَلَيْهِ أجْراً إلاّ الموَدَّةَ في الْقُرْبى [١]» ، فأمر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بحبّهم ، وحثّ على التَّقرُّب إليهم في
بِرّهم ، وزيارتهم في حياتهم وبعد مماتهم ، وجعل لذلك ثواباً وفضلاً لا تحيط به
الأوهام ،