على أن ما اختاره ينافي قوله في صدر
كلامه : « وهذا النوع من الأخبار يحصل الوثوق بصدوره ، لأن سلفنا الصالح ـ رضوان
اللّه عليهم ـ كانوا أقرب منا عهداً ، وأعرف بالأخبار ، ورواتها ، فعملهم بالضعيف
لا بد وأن يكون من جهة احتفافه بقرائن كانت عندهم موجبة للأخذ به ».
وقال : « ولا سيما بعد ملاحظة ما كان
عليه السلف من الورع ، والتثبت وقرب العهد الخ ».
وهو صريح في أن الوثوق إنما يحصل من عمل
القدماء ، لقرب عهدهم بعصر المعصومين (ع).
ومع ذلك يقول في تمهيد كتابه ، عند ذكر
وهن الخبر بإعراض المشهور : « ويعللها ضعفاء المدرّسين بأن الأصحاب أقرب عهداً ،
وأعرف بالأخبار ، وهو ـ كما تراه ـ استدلال على الظني بمثله ، وعلى حجية الشيء بما
لا حجية فيه » [١].
وهذا تهافت ظاهر ، حيث ندّد بما استدل به. والعصمة لأهلها.
تحقيق البحث
وتحقيق البحث يستدعي النظر أولاً : في
شهرة العمل بالحديث ، وجبرها لضعف سنده. وثانياً : في شهرة الاعراض عنه ، وتوهينها
لصحته.
أما شهرة العمل فالبحث عنها في جهات.
الأولى : في إمكان إحرازها الثانية : في حصول الوثوق منها بصدور الحديث عن المعصوم
(ع) الثالثة : في حجية الحديث الموثوق بصدوره لأجلها.