فيرتفع الدّم ويعلو
وأقبل النّاس يطرحون عليه التّراب فيعلو عليه الدّم حتّى صار تّلاً عظيماً ومضى
ذلك القرن ، فلمّا كان من أمر بخت نصّر ما كان رآى ذلك الدّم ، فسأل عنه فلم يجد
أحداً يعرفه حتّى دل على شيخ كبير فسأله ، فقال : أخبرني أبي عن جدّي أنّه كان من
قصّة يحيى بن زكريّا كذا وكذا ، وقصّ عليه القصّة والدّم دمه فقال بخت نصّر : لا
جرم لأقتلنّ عليه حتّى يسكن. فقتل عليه سبعين ألفاً ، فلمّا وفي عليه سكن الدّم.
وفي خبر آخر : إنّ هذه البغيّ كانت زوجة
ملك جبّار قبل هذا الملك وتزوّجها هذا بعده ، فلمّا أسنّت وكانت لها ابنة من الملك
الأوّل قالت لهذا الملك : تزوّج أنت بها ، فقال : لا حتّى اسأل يحيى بن زكريّا عن
ذلك فان أذن فعلت ، فسأله عن ه فقال : لا يجوز فهيّأت بنتها وزيّنتها في حال سكره
وعرضتها عليه ، فكان من حال قتل يحيى ما ذكر وكان ما كان [١].
فصل ـ ٢ ـ
٢٨٦ ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه [٢] ، حدّثنا محمد بن أبي القاسم ، عن محمد
بن علي الكوفي ، عن أبي عبدالله الخيّاط ، عن عبدالله بن القاسم ، عن عبدالله بن
سنان ، قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام
: إنّ الله عزّ وجلّ إذا أراد أن ينتصر لأوليائه انتصر لهم بشرار خلقه ، وإذا أراد
أن ينتصر لنفسه انتصر بأوليائه ، ولقد انتصر ليحيى بن زكريّا عليهماالسلام ببخت نصّر [٣].
٢٨٧ ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أحمد بن
الحسن القطّان ، حدّثنا محمد بن سعيد بن أبي شحمة ، حدّثنا أبو محمد عبدالله بن
سعيد بن هاشم القناني البغدادي ، حدّثنا أحمد بن صالح ، حدّثنا أبي صالح ، حدّثنا
حسّان [٤] بن عبدالله
الواسطي ، حدّثنا عبدالله بن لهيعة ، عن أبي قبيل ، عن عبدالله بن عمر قال : قال
النّبيّ صلىاللهعليهوآله : كان من