نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 639
فتسمّى هذه الحالة
في الانزعاج شوقاً ، وإذا غلب عليه الفرح بالقرب والحضور وحصول ماتيسّر له بالفعل
من الانكشاف ومطالعة الجمال الحاضر المكشوف له من دون التفات إلى ما لم يدركه سمّي
استبشاره بذلك أنساً ، وإن نظر إلى عزّ المحبوب وغناه وجلاله وعظمته وعدم مبالاته
وكونه تحت لواء الخطر بزوال ما هو فيه وبعده ، تألّم قلبه من ذلك وسمي تألّمه
المزبور خوفاً ، فالأنس معناه استبشار القلب وفرحه بمطالعة الجمال الأقدس ، فإذا
غلب على القلب ذلك وتجرّد عن ملاحظة الغائب وخطر الزوال عظمت اللذّة ولابتهاج بما
ناله فلا يكون شهوته الا في العزلة والخلوة والانفراد والمناجاة ، فإنّ الانس
بالحبيب يستلزم التوحّش عن كلّ ما يعوق عن الخلوة ، فيكون من أثقل الأشياء على
القلب ، ولذا كان رسول الله صلىاللهعليهوآله 9
لتضجّره وتبرّمه عن مصاحبه الناس يقول : « أرحني يا بلال » [١] حتّى يعود إلى قرّة عينه من مناجاة
حبيبه.
ومن علامته الخاصّة ضيق الصدر من معاشرة
الخلق واستهتاره بعذوبة الذكر ، فإن خالط فهو منفرد في جماعة ومجتمع في خلوة وغريب
في حضر وحاضر في سفر ومشاهد في غيبة وغائب في حضور ومخالط بالبدن منفرد بالقلب كما
قال علي عليهالسلام :
« هم قوم هجم بهم العلم على حقيقة
البصيرة فباشروه بروح اليقين واستلانوا ما استوعوه المترفون وأنسوا بما استوحش منه
الجاهلون وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالملأ الأعلى ، أولئك خلفاء الله
في أرضه والدعاة إلى دينه » [٢].
ومنهم من أنكر الشوق والانس والحبّ ، بل
أنكروا مقام الرضا أيضاً كما سبق الكلام في جميعها ظنّاً منهم أنّ الأنس يدلّ على
التشبيه ، وهذا
١ ـ المحجّة البيضاء
: ١ / ٣٧٧ ، وفيه : « أرحنا ».
٢ ـ المحجّة البيضاء
: ٨ / ٨٠ ، نهج البلاغة : الحكمة : ١٤٧.
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 639