الكذب لغة هو : اللا مطابقة ويتصف به
الاعتقاد والفعل كما يتصف به الكلام فالظن أو الاعتقاد المخالف للواقع ، كذب ، كما
أن العمل المخالف للقول والوعد ـ مثلاً ـ كذب. والكذب في القول هو : الكلام
المخالف للواقع ، خالف الاعتقاد أيضاً أم لا ، أو هو : الكلام المخالف للاعتقاد ،
خالف الواقع أم طابق.
ثم إنه لا ريب في أن الكذب من أعظم المعاصي
وأشنعها ، وهو مما يحكم العقل والنقل بقبحه ، وله مراتب شتى في القبح والشناعة :
كالكذب على الله ، وعلى رسوله ، وعلى الأئمة عليهمالسلام
، وعلى المؤمنين وهكذا.
والكلام في المقام ليس في حرمة الكذب
أصالة ، فإن البحث عن ذلك يقع في الفقه ، بل لأن الجرأة عليه في ابتداء الأمر تورث
في النفس حالة الانحراف عن الواقع ، والغفلة عن الحق وستره ، والممارسة عليها توجب
حصول ملكة الكذب ، وهي من أشنع الملكات وأخبثها ، وهي التي يسمى صاحبها كذاباً.
ففي صحيح ابن