الحجاج : قلت لأبي
عبد الله عليهالسلام : الكذاب هو
الذي يكذب في الشيء؟ قال : لا ، ما من أحد إلا يكون ذلك منه ، ولكن المطبوع على
الكذب [١]. فإن
المطبوع هو المجبول عليه بحيث صار عادة له لا يتحرز ولا يبالي به ولا يندم.
وكيف كان ، فقد ورد في تحريمه وذمه آيات
كقوله تعالى : (واجتنبوا
قول الزور)[٢] وقوله : (ويل لكل أفاك أثيم)[٣] وقوله : (سماعون
للكذب)[٤] وقوله : ( لا تقولوا
لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام )[٥]
وقوله : ( إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار )[٦]
و (لا يهدي من هو مسرف
كذاب)[٧] وغير ذلك.
وقد ورد في النصوص : أن الباقر عليهالسلام قال : لا تكذب علينا كذبة فتسلب
الحنيفية [٨]
( وكذبة أي : مرة واحدة فضلاً عن الكثير ، والحنيفية : الطريقة الحقة وهي الدين ).
وأنه : اتقوا الكذب الصغير منه والكبير
، وفي كل جد وهزل ، فإن الرجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير ، وما يزال
العبد يكذب حتى يكتبه الله كذاباً [٩].
وأن الله قد جعل للشر أقفالاً ، وجعل
مفاتيح تلك الأقفال الشراب ، والكذب شر من الشراب [١٠].