responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 297

فالجواد الحقّ هو الّذي تفيض منه الفوائدُ لا لشوق منه وطلب قصديّ لشيء يعود إليه .

واعلم: أنّ الّذي يفعل شيئاً لو لم يفعله قبّح به، أو لم يحسّن منه، فهو بما يفيده مِن فعله متخلّص. انتهى».[1]

وما قيل من أنّه لِمَ لا يجوز أن يقصد أحد شيئاً يحبُّه لمجرّد أنّه خير في نفسه لا لأنّه خير له؟

فجوابه: أنّ ما هو خير في نفسه لو لم يكن أولى به، لم تكن إرادته قصداً، بل يكون الداعي إلى فعله مجرّدَ العلم بخيريّته لا أمر آخَرُ، فتكون إرادته عقليّةً محضة.

نعم، الباري تعالى يحبّ ذاته ويبتهج بها أجل ابتهاج فيحبّ أفعاله لأجل ذاته; لأنّ من أحبّ شيئاً أحبّ آثاره، فيثبتون لأفعاله تعالى غرضاً هو ذاته تعالى. وهذا معنى قولهم: إنّه تعالى هو الفاعل والغاية، لكن بذلك لا يتصحّح تعلّق القصد بأفعاله; لأنّ القصد إنّما يكون عن شوق إلى ملائم أو موافق لو لم يحصل لم يكن الفاعل على كماله، فواجب الوجود ليس فاعلاً بالقصد عند الفلاسفة، بل فاعل بالعناية، فإرادته تعالى عندهم عبارة عن عنايته، أعني: علمه بنظام الكلّ الّذي هو السبب لهذا النظام المشاهَد على ما مرّ.

قال الشيخ في " إلهيات الشفاء": «فذلك النظام; لأنّه يعقله هو مستفيض


[1] الإشارات والتنبيهات: 296 ـ 297.

نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 297
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست