responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 280

ويكون عالماً بأنّ كلّ شخص في أيّ جزء يوجد من المكان، وأيّ نسبة تكون بينه وبين ما عداه ممّا يقع في جميع جهاته، وكم الأبعاد بينهما جميعاً على الوجه المطابق للوجود، ولا يحكم على شيء بأنّه موجود الآن أو معدوم، أو موجود هناك أو معدوم، أو حاضر أو غائب; لأنّه ليس بزمانيّ ولا مكانيّ، بل نسبة جميع الأزمنة والأمكنة إليه نسبة واحدة .

وإنّما يختصّ بالآن، أو بهذا المكان، أو ذاك المكان، أو بالحضور والغيبة، أو بأنّ هذا الجسم قُدّاميّ أو خلفيّ أو تحتيّ أو فوقيّ مَن يقع وجوده في زمان معيّن. ومكان معيّن .

وعلمه تعالى بجميع الموجودات أتمُّ العلوم وأكملها. وهذا هو المَعْنِيّ [1] بالعلم بالجزئيّات على الوجه الكلّيّ، فإليه أُشير بِطَيّ السموات الّتي هي جامع الأمكنة والأزمنة كلّها ((كَطَىِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ))[2].

فإنّ القارئ للسجلّ يتعلّق نظره بحرف حرف على الولاء، ويغيب عنه ما تقدّم نظره إليه أو تأخّر عنه.

أمّا الّذي بيده السجلّ مطويّاً يكون نسبته إلى جميع الحروف نسبةً واحدةً ولا يفوته شيء منها.

وظاهرٌ أنّ هذا النوع من الإدراك لا يمكن إلاّ لمن يكون غيرَ زمانيّ وغير مكانيّ. ويدرك لا بآلة من الآلات ولا بتوسّط شيء ولا بصورة من


[1] في المصدر: «المفسد».


[2] الأنبياء: 104 .

نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست