responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 279

كما إذا قيل: الإنسان من حيث طبيعته الإنسانيّة متى يوجد؟ أو أين يوجد؟ أو كون الخمسة نصف العشرة في أيّ زمان يكون؟ أو في أيّ بلدة يكون؟ بل إذا تعيّن شخص منها ـ كهذا الإنسان أو هذه الخمسة والعشرة فقد يتعلّق بهما بسبب تشخّصها ـ بهذه العبارة [1]: فيعود إلى المقصود. ونقول: إذا كان المدرِك متعلّقاً بزمان أو مكان، فإنّما تكون هذه الإدراكات منه بآلة جسمانيّة لا غير، كالحواسّ الظاهرة والباطنة أو غيرها; فإنّه يدرك المتغيّرات الحاضرةَ في زمانه، غير ذلك الزمان [2] ويحكم بوجودها، ويفوته ما يكون وجوده في زمان غير ذلك الزمان، ويحكم بعدمه. بل نقول: إنّه كان، أو سيكون، وليس الآن، ويدرك المتكثّرات الّتي يمكن له أن يشير إليها، ويحكمَ عليها بأنّها في أيّ جهة منه، وعلى أيّ مسافة إن بُعدت عنه.

وأمّا المدرك الّذي لا يكون كذلك، ويكون إدراكه تامّاً، فإنّه يكون محيطاً بالكلّ، عالماً بأنّ أيّ حادث يوجد في أيّ زمان من الأزمنة، وكم يكون من المدّة بينه وبين الحادث الّذي يتقدّمه أو يتأخّر منه، ولا يحكم بالعدم على شيء من ذلك، بل بدل على ما يحكم المدرك الأوّل بأنّ الماضيَ ليس موجوداً في الحال يحكم هو بأنّ كلّ موجود في زمان معيّن لايكون موجوداً في غير ذلك الزمان من الأزمنة الّتي يكون قبله أو بعده،


[1] أي ثمّ قال بعد تمهيد مقدمة ـ وهي: كون الأشخاص المتقنة الحقيقيّة زمانياً أو مكانياً لايقتضي كون المختلفة الحقائق غير زمانيّ وغير مكانيّ، فإنّ كثيراً منها بوجه أيضاً متعلّق بالزمان والمكان، كالأجرام العلويّة بأسرها وكلّيّات العناصر السفلية ـ بهذه العبارة .


[2] في د وفي المصدر: جملة: «غير ذلك الزمان» ساقطة.

نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست