responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 264

الوجود إنّما يعقل كلّ شيء على نحو كلّي، ومع ذلك فلا يعزب عنه شيء شخصيّ، ((لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّة فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ))[1]، وهذا من العجائب الّتي يَحُوج تصوّرها إلى لطف قريحة»[2] .

ثمّ أشار إلى بيان النحو الآخَر الّذي عليه يجب أن يكون تعقُّله لهذه التغيّرات فقال: «وأمّا كيفيّة ذلك فلأنّه إذا عَقَل ذاته، وعقل أنّه مبدأ كلّ موجود، عقل أوائلَ الموجودات عنه وما هو تتولّد عنها، ولا شيء من الأشياء يوجد إلاّ وقد صار من جهة ما يكون واجباً بسببه، وقد بيّنا هذا فتكون هذه الأسباب تتأدّى بمصادماتها إلى أن توجد عنها الأُمور الجزئيّة .

فالأوّل يعلم الأسباب ومطابَقاتِها، فيعلم ضرورةً ما يتأدّى إليها، وما بينها من الأزمنة، وما لها من العودات; لأنّه ليس يمكن أن يعلم تلك ولا يعلمَ هذا، فيكون مدرِكاً للأُمور الجزئيّة من حيث هي كلّيّة. أعني: من حيثُ إنّها صفاتٌ، وإن تخصّصت بها شخصاً، فبالإضافة إلى زمان متشخّصِ، أو حال متشخّصة لو أُخذت تلك الحال بصفاتها، كانت أيضاً بمنزلتها، لكنّها تستند إلى مبادئَ كلُّ واحد منها نوعه في شخصه، فيستند إلى أُمور شخصية.

وقد قلنا: إنّ مثل هذا الاسناد قد يحصل [3] للشخصيّات رسماً ووصفاً مقصوراً عليها»[4].


[1] سبأ: 3 .


[2] إلهيّات الشفاء: 2 / 359 / الفصل السادس من المقالة الثّامنة.


[3] في المصدر: «قد يجعل».


[4] إلهيّات الشفاء: 2 / 359 ـ 360 / الفصل السادس من المقالة الثّامنة.

نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست