responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 223

مجرّدةً، فإنّ الجسمانيّ لا يتمكّن من أن يعلم المجرّد .

فظهر وتبيّن أنّ العلم إنّما بعلاقة ذاتيّة وجوديّة بين أمرين مستلزمة لحصول أحدهما للآخر وانكشافه لديه وامتيازِه عنده، وتلك العلاقة الذاتيّة الوجوديّة قد تكون بين ذات المعلوم بحسب وجوده العينيّ وذات العالم كما في العلم الحضوريّ بأنواعه، وقد يكون بين صورة المعلوم وذات العالم كما في العلم الحصوليّ المتحقّق بحصول صورة الشيء في نفس ذات العالم أو في آلته حصولاً ذهنيّاً، فالمعلوم الخارجيّ في هذه الصورة يكون معلوماً بالعرض ; فإنّ العلاقة الوجوديّة المستلزمة للعلم في الحقيقة إنّما هي بين العالم والصورة بخلاف المعلوم بالعلم الحضوريّ بحسب وجوده العينيّ; إذ المعلوم بالذات حينئذ هو نفس ذات الأمر العينيّ لتحقّق العلاقة الوجوديّة بين نفس ذات ذلك الأمر العينيّ والعالم به، فالعلم الحضوريّ أتمُّ أفراد العلم وأكملها. ومن ذهب إلى أنّ العلم بالغير منحصر في الحصوليّ لا غير، فقد أخطأ وأنكر أتمَّ أفراد العلم وأكملَها.

ثمّ قال: ولا يخفى على الخبير أنّه ممّا حقّقناه ـ من أنّ منشأ تحقّق العلم بين الأمرين إنّما هو علاقة ذاتيّة بينهما بحسب الوجود والحصول ـ يتّضح أنّ الأمر القائم بغيره لا يحصل له نفسُه ولا غيرُه أصلاً، فلا يكون عالماً بنفسه ولا بغيره أيضاً وضوحاً تاماً بحيث لا يبقى فيه ريب لمنصف. انتهى»[1].


[1] انتهى كلام البعض.

نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست