responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 192

وأمّا ما يقال ـ إنّا إذا عقلنا شيئاً فإنّا نصير ذلك المعقولَ ـ فهو محال ; فإنّه يلزم أن تكون إذا عقلنا الباري نتحد معه ونكون هو. فهذا الحكم لا يصحّ إلاّ في الأوّل ; فإنّه يعقل ذاته، وذاتُه مبدأ المعقولات، فهو يعقل الأشياء من ذاته، فكلّ شيء حاصل له حاضرٌ عنده، معقولٌ له بالفعل»[1].

وقال في "المبدأ والمعاد": «وليس كون الكلّ عنه عن سبيل الطبع، بأن يكونَ وجودُ الكلّ عنه لا بمعرفة ولا رضىً منه، وكيف يصحّ هذا وهو عقلٌ محض يعقل ذاته؟ فيجب أن يعقل أنّه يلزم وجودُ الكلّ عنه، لأنّه لا يعقل ذاته إلاّ عقلاً محضاً ومبدأً أوّلاً. ويعقلُ وجودَ الكلّ عنه على أنّه مبدأه، هو ذاته لا غير ذاته; فإنّ العقل والعاقل والمعقول فيه واحد، وذاته راضية لا محالة بما عليه ذاته. ولكن تعقُّله الأوّلُ وبالذات أنّه يَعقّلُ ذاتَه الّتي هي لذاتها مبدأ نظام الخير في الوجود، فهو عاقل لنظام الخير في الوجود كيف ينبغي أن يكون، لا عقلاً خارجاً عن القوّة إلى الفعل، ولا عقلاً منتقلاً من معقول إلى معقول; فإنّ ذاته بريئة عمّا بالقوّة من كلّ وجه، على ما أوضحنا قبلُ، بل عقلاً واحداً معاً، ويلزم ما يعقله من نظام الخير في الوجود أنّه كيف يمكنه وكيف يكون وجود الكلّ على مقتضى معقوله ; فإنّ الحقيقة المعقولة عنده هو بعينها ـ على ما علمت ـ علم وقدرة وإرادة .

وأمّا نحن، فنحتاج في تنفيذ ما نتصوّره إلى قصد وإلى حركة وإلى إرادة، وهذا لا يحسن فيه، ولا يصحّ ; لبراءته عن الاثنينيّة. انتهى»[2].


[1] التعليقات: 191 .


[2] المبدأ والمعاد: 75 ـ 76 .

نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست