responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 193

فالشيخ مع تفطّنه لذلك ذهب إلى القول بالعلم الصوري ; تحقيقاً لأمر العناية وتحصيلاً للعلم الّذي هو سبب النظام ومقدّم عليه; فإنّ العلم بالنظام وأمر العناية إنّما يتمّ بالعلم التفصيليّ، ولا يكفي الإجماليّ فقط، وأيضاً فرار من الشناعة الواردة على القدماء في نفيهم علمه تعالى بما سوى ذاته، كما شنّع الغزالي في كتاب "التهافت" على الفلاسفة بذلك وقال: «إنّ جميعهم قائلون به إلاّ ابن سينا»[1].

وصدّقه الحكيم ابن رشد في ذلك لكن قال: إنّ مرادهم أنّه لا يعلم ما هو خارج عن ذاته، وأنّهم لا يقولون: إنّه يعلم غير ذاته لئلاّ يتوهّم أنّه يعلمه من خارج ذاته، وأنّ ابن سينا أراد الجمع بين القول بأنّه لا يعلم غيرَ ذاته، وأنّه يعلم الأشياء كلّها بأنّه يعلمها من ذاته لا من خارج ذاته.[2]

كلام الفارابي في كيفيّة علمه تعالى بذاته وبما سواه

وأمّا المعلم الثّاني: فقال في كتاب "الجمع بين الرأيين" ما ملخّصه: «إنّه لمّا كان الباري ـ جلّ جلاله ـ بإنّيّته وذاته مبايناً لجميع ما سواه، وذلك بمعنىً أشرفَ وأفضلَ وأعلى بحيث لا يناسبه شيء في إنّيّته ولا يشاكله ولا يشبهه حقيقةً ولا مجازاً، ثمّ مع ذلك لم يكن بدٌّ من وصفه وإطلاق اللّفظ فيه من هذه الألفاظ المتواطئة عليه ; فإنّ الواجب الضروريّ أن يُعلم أنّ مع كلّ لفظة نقولها في شيء من أوصافه معنىً لذاته بعيدُ من المعنى الّذي نتصوّره من


[1] لاحظ : تهافت الفلاسفة: 124 .


[2] انظر: تهافت التّهافت: 198 .

نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست