نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق جلد : 5 صفحه : 188
فإنّ الأوّلَ كأنَّه شيء قد أخرجتَه من الخزانة وأنت تستعمله.
والثّانيَ كأنّه شيء لك مخزون متى شئت استعملته.
والثّالث يخالف الأوّل: بأنّه ليس شيئاً مرتّباً في الفكر ألبتَّةَ، بل هو مبدأ لذلك مع مقارنته لليقين. ويخالف الثانّي بأنّه لا يكون شيئاً معرضاً عنه، بل منظور إليه نظراً مّا بالفعل يقيناً ; إذ يتخصّص معه النسبة إلى بعض ما هو كالمخزون.
فإن قال قائل: إنّ ذلك علم أيضاً بالقوّة ولكن قوّة قريبة من الفعل، فذلك باطل ; لأنّه لصاحبه يقيناً بالفعل حاصلاً لا يحتاج إلى تحصيله بقوّة بعيدة أو قريبة. فذلك اليقين. إمّا لأنّه متيقّن أنّ هذا حاصل عنده إذا شاء علمه، فيكون تيقّنه بالفعل بأنّ هذا حاصل بالفعل تيقّناً به بالفعل; فإنّ الحصولَ حصول لشيء، فيكون هذا الشيء الّذي يسير إليه [1] حاصلاً بالفعل; لأنّه من المحال أن يتيقّن أنّ المجهول بالفعل معلوم عنده مخزون، فهو بهذا النوع البسيط معلوم عنده، ثمّ يريد أن يجعله معلوماً بنوع آخَرَ.
ومن العجايب أن هذا المجيب حين يأخذ في تعليم غيره تفصيل ما هجس في نفسه دفعةً يكون مع ما علّمه يتعلّم العلم بالوجه الثاني، فيترتّب تلك الصور فيه مع ترتّب ألفاظه.
فأحد هذين هو العلم الفكري الّذي إنّما يستكمل تمامَ الاستكمال إذا ترتّب وتركّب. والثّاني هو العلم البسيط الّذي ليس من شأنه أن يكون له في