responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 187

«تصوّر المعقولات على وجوه ثلاثة:

أحدها: التصوّر الّذي يكون في النفس مفصّلاً منظّماً، وربّما كان ذلك التفصيل والنظام غير واجب، بل يصحّ أن يغيَّر، مثاله: أنّك إذا فصّلت في نفسك معانيَ الألفاظ الّتي يدلّ عليها قولك: «كلّ إنسان حيوان» وجدتَ كلّ معنى منها كلّيّاً لا يتصوّر إلاّ في جوهر غير بدنيّ، ووجدتَ لتصوّرها فيه تقديماً وتأخيراً، فإن غيّرتَ ذلك ـ حتّى كان ترتيب المعاني المتصوَّرةِ في الترتيبَ المحاذيَ لقولك: «الحيوانُ محمول على كلّ إنسان» ـ لم تشكّ أنّ هذا الترتيب من حيث هو ترتيبُ معان كلّيّة لم يترتّب إلاّ في جوهر غيرِ بدنيّ وإن كان أيضاً يترتّب من وجه مّا في الخيال، فمن حيث المسموع لا من حيث المعقول، وكان الترتيبان مختلفين، والمعقول الصّرف منه واحد.

والثّاني: أن يكون قد حصل التصور واكتسب لكنّ النفس مُعرِضة عنه فليست تلتفت إلى ذلك المعقول، بل قد انتقلت عنه مثلاً إلى معقول آخرَ; فإنّه ليس في وسع أنفسنا أن نعقل الأشياء معاً دفعة واحدة.

ونوع آخَرُ من التصوّر وهومثل ما يكون عندك من مسألة تُسأل عنها ممّا علمتَه أو ممّا هو قريبٌ أن تعلمَه، فحضركَ جوابها في الوقت، وأنت متيقّن بأنّك تُجيب عنها ممّا علمته من غير أن يكون هناك تفصيل ألبتَّةَ، بل إنّما تأخذ في التفصيل والترتيب في نفسك مع أخذكِ في الجواب الصادر عن يقين منكَ بالعلم به قبل التفصيل والترتيب. فيكون الفرق بين التصوّر الأوّل والثّاني ظاهراً .

نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست