نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق جلد : 5 صفحه : 139
والأولى ـ على تقدير التثليث ـ أن يحمل قوله: «واسناد كلّ شيء إليه» على أحد دليلين آخَرين دالّين على أصل العلم وعمومه، على ما [1] ذكرهما بعض الأعلام[2]:
«أحدهما: أنّه تعالى لمّا كان مبدأً لجميع الموجودات الّتي منها العلماء مطلقاً، والعلماء بذواتهم بلا شبهة، كان عالماً بذاته لا محالة; لوجوب كون العلّة أكملَ وأشرفَ من المعلول، ثمّ من كونه تعالى عالماً بذاته ومبدأً لجميع الموجودات يعلم كونه عالماً لجميع الموجودات .
والثاني: أنّه تعالى لمّا كان مبدأً لجميع الموجودات الّتي منها الصور العلميّة، كان مبدأً لفيضان العلوم على العلماء فكان عالماً بالضرورة، إذ فيّاض العلوم ومُلْهِمها، أولى بأن يكون عالماً، ثمّ من كونه عالماً مطلقاً يعلم كونه عالماً بذاته، ومن كونه عالماً بذاته ومبدأً لجميع الموجودات ثبت كونُه عالماً بجميع الموجودات».[3]