responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 135

ونقول هاهنا: إنّ حقيقة التعقّل إنّما هو حصول المجرّد للمجرّد، سواء كان بقيامه به ـ كما في تعقّل النفس الناطقة لمعقولاتها ـ أو بنحو آخَرَ كما في إدراكها لذاتها، وكلّ مجرّد قائمٌ بذاته ; فإنّ ذاته حاصلة لذاته، غيرُ فاقدة إيّاها بالضرورة، فذاته ـ من حيث إنّها يصدق عليها أنّها مجرّدة حاصلة لمجرّد ـ هي معقولة، ومن حيث إنّها مجرّد قد حصل له مجرّد هي عاقلة، فكلّ مجرّد عاقل لذاته، ومعقول لذاته.

قال الشيخ في التعليقات: «إذا قلت: إنّي أعقل الشيء، فالمعنى أنّ أثراً منه موجود في ذاتي، فيكون لذلك الأثر وجود، ولذاتي وجود. فلو كان وجود ذلك الأثر لا في غيره، بل فيه، لكان أيضاً يدرك ذاته، كما أنّه لو كان وجوده لغيره وأدركه الغير. انتهى»[1].

وإذا ثبت هذا ثبت أنّه تعالى عاقل لذاته وعالم بها. ثمّ إنّه تعالى علّة لجميع ما سواه ; لكون جميع ما سوى الله تعالى ممكنات; لبرهان التوحيد ـ على ما سيأتي ـ ولوجوب انتهاء الحاجة في الممكنات إلى واجب الوجود كما مرّ. والعلم بالعلّة يستلزم العلم بالمعلول. والمراد بها أنّ العلم التامّ بالعلّة ـ أي العلم بجميع جهاتها واعتباراتها اللاّزمة لها ـ يستلزم العلم بما يلزمها ويجب بها على ما حقّقناه فيما مرّ في مسألة العلم .

وقد يقال: الحكم بكون الفاعل العالم بذاته عالماً بما صدر عنه بديهيّ، كما قال تعالى: ((أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ))[2] هذا، فثبت كونه


[1] التعليقات: 90 / كيفية التعقل والإدراك.


[2] الملك: 14 .

نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست