responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام نویسنده : البيشوائي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 58

عنادهم فيجب أن يستعدوا للقتال بعد هذه المدّة وأن يعلموا انّهم حيثما قبض عليهم أو أُسروا فسيقتلون. ونزلت آيات سورة البراءة في الوقت الذي لم يقرر الرسول فيه المشاركة في مناسك الحجّ، لأنّه كان قد زار بيت اللّه في عام الفتح الماضي، وكان ينوي الحجّ في السنة التالية، وهي ما سمّيت فيما بعد بحجّة الوداع، لذلك لم يجد غير أن يبعث أحداً ليبلغ الرسالة الإلهية فاستدعى أبا بكر في البداية واقرأه بعضاً من الآيات الأُولى لسورة البراءة ،وأرسله برفقة أربعين نفراً إلى مكة كي يقرأ هذه الآيات عليهم في عيد الأضحى وبينما أبو بكر في طريقه إلى مكة، فإذا بالوحي الإلهي يهبط ويأمر الرسول بأن لا يؤديها عنك إلاّ أنت أو رجل منك.

فمن يا ترى هذا الإنسان الذي هو من رسول اللّه في رأي الوحي ولا يجدر بشخص آخر أن يقوم بهذه المسؤولية غيره؟ لم تمض فترة حتى استدعى الرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ علياًـ عليه السَّلام ـ وأمره بأن ينطلق إلى مكة ويدرك أبا بكر في الطريق ويأخذ منه الآيات ويقول له بأنّ اللّه تعالى أمر الرسول بأن لا يقرأ هذه الآيات للناس إلاّ أنت أو رجل منك وكلّفت أنا بهذه المهمة.

انطلق علي ـ عليه السَّلام ـ ومعه جابر ومجموعة من الصحابة وهو راكب على ناقة رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ الخاصة باتجاه مكة وأبلغ أبا بكر كلام رسول اللّه فأعطاه هو الآيات وسلّمها.

دخل أمير المؤمنين مكة وصعد في العاشر من ذي الحجة على جمرة العقبة وقرأ الآيات الأُولى من سورة البراءة بصوت عال عليهم، وأتبعها بإنذار رسول اللّه وتحذيره المؤلف من أربعة بنود، وأسمعهم جميعهم.[1]


[1]كان الإنذار يتألّف من البنود الأربعة التالية:
الف: إلغاء حلف الهدنة مع المشركين.
ب: أن لا يحضروا موسم الحج.
ج: أن يمنع الناس وهم عراة من الطواف وقد كان ذلك سائداً حينها بين المشركين.
د: أن يمنع المشركون من دخول المسجد الحرام.

نام کتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام نویسنده : البيشوائي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست