responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام نویسنده : البيشوائي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 57

أرجاء الحجاز بين القبائل العربية المشركة، و قد كان أكثرهم قد تعرف على رأي الدين الإسلامي حول الأوثان والوثنية طيلة هذه الفترة، وعلموا بأن الوثنية ليست إلاّ تقليداً أعمى للأجداد والآباء. إن أوثانهم الباطلة على درجة من الذلة والعجز بحيث إنّها عاجزة ليس فقط على أن تفعل شيئاً للآخرين، بل تعجز حتى عن دفع أي مكروه عن نفسها أو أن تفيدها، فليس هذا النوع من الآلهة الحقيرة والبائسة جديراً بالثناء والخضوع اذن، وكانت هناك مجموعة تحمل ضميراً حياً وقلباً مستنيراً بسماع كلام الرسول الكريم قد أحدثت انقلاباً عميقاً في حياتها متجهة من الوثنية إلى التوحيد خاصة عند ما فتح رسول اللّه مكّة حيث استطاع الدعاة ممارسة الدعوة إلى هذا الدين في أجواء تسودها الحرية، وبالتالي مارست جموع كثيرة معتد بها عملية كسر الأصنام في المدن والنواحي والقرى، ودوّى نداء التوحيد الباعث على الحياة في أكثر أرجاء الحجاز، ولكن كانت هناك مجموعة أُخرى متعصبة جاهلة صعب عليها كثيراً ان تقلع عن تقاليدها السابقة، وهي في نزاع دائم مع طبيعتها الإنسانية وضميرها، فظلت متمسكة بعاداتها القبيحة ومعتقدة بالخرافات والأوهام المفعمة بالانحرافات الخلقية والاجتماعية وعليه كان قد حان ذلك الزمن الذي يدك الرسول الكريم فيه أي نوع من مظاهر الوثنية واللاإنسانية بقوة عسكرية يستخدمها وبشدّة لاستئصال تلك الوثنية التي هي مصدر الفساد الأخلاقي والاجتماعي وتمثل نوعاً ما اعتداءً على حرمة الإنسانية.

في هذه الفترة نزلت آيات سورة البراءة وكلف رسول اللّه بأن يعلن عن براءة اللّه ورسوله من المشركين في مناسك الحجّ في تلك الجموع الغفيرة التي يجتمع الحجاج فيها ويأتون من كان حدب وصوب إلى مكة وتبليغهم وبأعلى صوته بأن يوضحوا موقفهم خلال الأربعة أشهر الآتية، فإن أسلموا فحالهم كحال المسلمين وسوف يتمتعون كالآخرين بمزايا الإسلام المادية والمعنوية، وإذا استمروا في

نام کتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام نویسنده : البيشوائي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست