responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام نویسنده : البيشوائي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 56

الراية لأبي بكر وفي اليوم الثاني أعطاها لعمر، و قد عاد كلاهما من دون أن يحقّقا نصراً وفتحاً إلى عسكر الإسلام، وقد كان استمرار هذه الحالة ومشاهدة ذلك أمراً ثقيلاً على رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ فقال حينئذ: «لأعطين هذه الراية غداً رجلاً يفتح اللّه على يديه، يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله».[1]

وظلّ أصحاب رسول اللّه يفكّرون تلك الليلة في أنّه من هو الذي سيعطيه الرسول الراية غداً؟ وعند شروق الشمس اجتمع جنود الإسلام عند خيمة رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وكان كلّ واحد منهم يتمنّى أن يكون هو الشخص الذي يأخذ الراية منه، و قال حينئذ: «أين علي بن أبي طالب؟» فقالوا : يا رسول اللّه يشتكي عينيه، قال: «فأرسلوا إليه» فجاء فدعا النبي لشفاء عينيه فشفي. وقال:«يا رسول اللّه أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا »فقال ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ : «فانفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ اللّه فيه، فواللّه لأن يهدي اللّه بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم».[2]

انطلق عليٌّ في هذه المهمة وفتح تلك الحصن القوية الصامدة بشجاعة فريدة.

مبعوث الرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ الخاص

كان قد مرّ أكثر من عشرين سنة والدين الإسلامي المعادي للشرك ظل في


[1] وقد نقل ابن عبد البر حديث الرسول بهذا النحو: «لأعطينّ الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله ليس بفرار يفتح اللّه على يديه». الاستيعاب في معرفة الأصحاب:3/36.
[2]صحيح مسلم:7/121. وذكرت مهمة علي ـ عليه السَّلام ـ الكبيرة هذه وحديث الرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ في الكتب التالية باختلاف يسير: السيرة النبوية:3/349; الكامل في التاريخ:2/219; المستدرك على الصحيحين:3/109; صحيح البخاري:5/18.

نام کتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام نویسنده : البيشوائي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست