شيعتكم وأنا نازل فيهم فما ترى في الصلاة خلف الإمام؟فقال(عليه السّلام) : «صلّ خلفه واحتسب بما تسمع، ولو قدمت البصرة لقد سألك الفضيل بن يسار وأخبرته بما أفتيتك فتأخذ بقول الفضيل وتدع قولي» .قال علي: فقدمت البصرة فأخبرت فضيلاً بما قال: فقال: هو أعلم بما قال ولكنّني قد سمعته وسمعت أباه يقولان: لاتعتدّ بالصلاة خلف الناصبيّ واقرأ لنفسك كأنّك وحدك.[ 1 ]
فمن أراد أن يقف على دور التقيّة في تشتّت الأخبار واختلافها فعليه بالسير في وسائل الشيعة يجد أنّ الأئمّة يصرّحون بأنّ بعض ما أخبروا به كان على وجه التقيّة، وقد ذكر قسماًمنه شيخنا صاحب الحدائق في كتابه.[ 2 ]
هذا عرض إجمالي للأسباب التي نشأ عنها الاختلاف في الحديث ـ وهناك أسباب أُخرى نترك بيانها لمجال آخر ـ ومن أراد التفصيل فليرجع إلى منتقى الجمان للشيخ حسن، صاحب المعالم.
إلى هنا تمّت المقدّمات اللازمة للدخول في صلب الموضوع وهو البحث عن أحكام الخبرين المتعارضين، فنقول:
إنّ التعارض تارة يكون بدئياً وغير مستمرّ فهذا هو مورد الجمع الدلالي و في هذا المورد يكون الخبران متعارضين ظاهراً و متوافقين واقعاً، وأُخرى مستمرّاً غير بدئيّ، و في هذا المورد يكون الخبران متعارضين حقيقة فيلزم علينا عقد فصلين: أحدهما لبيان موارد الجمع وماله من خصوصيات، والثاني لتبيين حكم الخبرين المتعارضين.
وإليك الكلام في الفصل الأوّل.
[1]الوسائل: 5 /389 ح4، الباب 10 من أبواب صلاة الجماعة. [2]الشيخ يوسف البحراني: الحدائق: 1/5ـ 8.