ففي صحيحة محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) قال: «الكرّ ستّمائة رطل»[ 1 ] والمخاطب طائفي ثقفي وإن كان يوصف بكونه كوفياً ولعلّه نزيلها.وفي رواية ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) «والكرّ من الماء الذي لاينجّسه شيء ألف ومائتا رطل» [ 2 ] ومحمّد بن أبي عمير عراقي يحتمل أن يكون الناقل له أيضاً عراقياً فيحصل الجمع بلا إشكال.
الثالث: الإفتاء بالخلاف لصالح الراوي
من العوامل الباعثة إلى وجود الاختلاف في الروايات هو رعاية الإمام لصالح الراوي وخلطته مع أبناء غيره.روى سلمة بن محرز قال: قلت لأبي عبد اللّه (عليه السّلام) : إنّ رجلاً مات وأوصى إليّ بتركته وترك ابنته قال: فقال لي: «أعطها النّصف». قال: فأخبرت زرارة بذلك فقال لي: اتّقاك إنّما المال لها. قال: فدخلت عليه بعد، فقلت: أصلحك اللّه إنّ أصحابنا زعموا أنّك اتّقيتني، فقال: «لاواللّه ما اتّقيتك ولكنّي اتّقيت عليك أن تضمن فهل علم بذلك أحد»؟ قلت: لا، فقال: «فأعطها ما بقي».[ 3 ]
ولمّا كان العمل بالحقّ أمراً غير خال عن الخطر بالنسبة إلى الراوي أفتاه الإمام بغيره لئلاّ يؤخذ ويطلب منه المال وكم لذلك نظير في الروايات.
الرابع: الدسّ في الروايات
إنّ الدسّ والتزوير في كتب الأصحاب خصوصاً فيما يرجع إلى صفات اللّه
[1] الوسائل: 1/124ح2و3، الباب 11 من أبواب الماء المطلق. [2]الوسائل: 1/123ح1، الباب 11 من أبواب الماء المطلق.. [3]الوسائل: 17/442ح3، الباب 4 من أبواب ميراث الأبوين.