responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحصول في علم الأُصول نویسنده : الجلالي المازندراني، السيد محمود؛ تقریر بحث الشيخ جعفر السبحاني    جلد : 3  صفحه : 337

بعد البعث فيختص بالعذاب الدنيوي الواقع في الأُمم السابقة [ 1 ].

يلاحظ عليه: إذا كان العذاب الدنيوي متوقّفاً على البيان وإتمام الحجّة، فالعذاب الأُخروي الذي سجّرها الجبّار أولى بالتوقّف.

أضف إليه أنّ قوله سبحانه: (وما كنّا مُعذبين) وقوله: (وَ ما كان رَبُّكَ مُهلِكَ القُرَى) في الآيتين وإن كانا جملة ماضية، إلاّ أنّهما منسلختان عن الزمان، إذ هما بمعنى: ليس من شأنه ولا يليق بساحته، التعذيبُ قبل البيان وإتمام الحجّة من غير فرق بين الدنيا والآخرة، أو من غير فرق بين الأُمم الماضية واللاحقة، وأنّ ذلك سنته سبحانه في جميع الأدوار والأزمان.

الثاني: إنّ مفادها الإخبار بنفي التعذيب قبل إتمام الحجّة، كما هو حال الأُمم السابقة، فلا دلالة لها على حكم مشتبه الحكم من حيث هو مشتبه الحكم فهي أجنبية عمّـا نحن فيه[ 2 ].

يلاحظ عليه: أنّه إذا كان البعث كناية عن البيان والإعلام كما اعترف به، فيعمّ المشتبه فهو لم يبيّـن حكمه، لا بالعنوان الأوّلي ولا بالعنوان الثانوي. وإن بيّنه الرسول ولكن لم يصل إلينا فيكون التعذيب عليه تعذيباً قبل البيان الواصل، والمبين غير الواصل، داخل في غير المبيّـن من أساس وهما متّحدان ملاكاً.

الثالث: إنّ مفاد الآيتين، نفي الفعلية لا الاستحقاق، والمطلوب للأُصولي هو نفي الاستحقاق ليطابق حكم العقل.

يلاحظ عليه: أنّه لم يثبت أنّ المطلوب للأُصولي نفي الاستحقاق، ليكون المطلوب غير حاصل من الآية، بل المطلوب له، هو تحصيل المؤمّن من العذاب، وهو حاصل سواء قلنا بأنّ المكلّف الشاك في التكليف بعد الفحص غير مستحق للعقاب، أو هو مستحق، لكنّه معفو، وكلتا الصورتين كافيتان في المقام.


[1]الفرائد: 193.
[2]فوائد الأُصول: 3/333.
نام کتاب : المحصول في علم الأُصول نویسنده : الجلالي المازندراني، السيد محمود؛ تقریر بحث الشيخ جعفر السبحاني    جلد : 3  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست