ديوان العرب فإذا خفى علينا الحرف من القرآن ـ الذي أنزله بلغة العرب ـ رجعنا إلى ديوانه فالتمسنا معرفة ذلك منه ـ ثم قال:ـ إذا سألتموني عن غريب القرآن فالتمسوه في الشعر فإنّ الشعر ديوان العرب.
وكان يُسأل عن القرآن فينشد فيه بالشعر، وقد سأله نافع بن الأزرق عن لغات القرآن ما يربو على مائة وسبعين سؤالاً فأجابه مستشهداً بشعر العرب، ومن أراد فليرجع إليه وهو يعرب عن احاطة ابن عباس بشعر العرب وموارد استعماله وقد نقلها السيوطي في الاتقان [ 1 ].
ربّما يورد على الاستدلال: بأنّ المطلوب من الرجوع إلى قول اللغوي، هو الوقوف على المعنى الحقيقي وتمييزه عن المعنى المجازي ليحمل النص عند التجرّد عن القرينة، على الحقيقي، ولكن اللغوي ليس شأنه إلاّ بيان موارد الاستعمال وهو أعم من الحقيقة كما بيّـن في محله، فلا فائدة في الرجوع إذ لا يترتب عليه أثر وهو الوقوف على المعنى الحقيقي ليحمل عليه النص.
يلاحظ عليه: أنّ بعض المعاجم ألّف في هذا الشأن، كالمقاييس لأحمد بن فارس بن زكريا المتوفّـى عام 395هـ، فقد قام ببراءة خاصة باراءة أُصول المعاني وجذورها ثم مشتقاتها وفروعها، ترى أنّه يذكر لبعض الألفاظ «أصلاً ومعنى واحد» وفي الوقت نفسه يذكر لها غيره معاني متعددة، وما هذا إلاّ أنّ غيره لم يميّز بين الأصل وفرعه ولكنه عيّـن الأصل، وما اشتق منه، ويقرب من ذلك كتاب العين، للخليل بن أحمد.
أضف إلى ذلك أنّ المأنوس بالمعاجم الموجودة، يستطيع أن يصل إلى مقصده ويقف على ضالّته بالتدبر والامعان، ويميّـز المعنى الأصلي عن المعاني المشتقة منه بمناسبة، ولكنّه يتوقف على قريحة أدبية وأنس باللغة والأدب.
وربّما يستدل على حجّية قول اللغوي بوجود الانسداد في خصوص باب