الصدور والألسن والكتب والمسجّلات فهو أمر ممكن غاية الأمر ليس الخطاب شفهياً وقائماً بالشفه، نعم قائم به حدوثاً لا بقاءً، وبعبارة أُخرى، قائم به بمعناه المصدري لا بمعنى الاسم المصدري.
ولأجل ذلك نرى أنّ الرؤساء يخاطبون الأجيال الحاضرة والمستقبلة بهتافاتهم، ولا يخطر ببالهم أنّ الخطاب الحقيقي لا يمكن توجيهه إلى الغائب وذلك لأنّهم يرون لخطابهم بقاءً ويكفي في توجيه الخطاب بقاؤه ولو عن طريق النقل والكتابة والتسجيل.
والحاصل أنّه يكفي في كون الخطاب حقيقيّاً للاجيال الآتية كون الخطاب بصورة القضايا الحقيقية أوّلاً، وكونه أمراً باقياً بنحو من البقاء في الخارج ثانياً. فبما أنّ العنوان المأخوذ ينطبق على الأجيال مرّ الحقب والأعوام كذلك ينطبق الخطاب عليهم كذلك، فما كان هو الحل الجذري للجهة الأُولى هو الحل الأساسي أيضاً في هذه الجهة بشرط إلغاء المشافهة في صدق الخطاب وتفسيره باسم المصدر.
ولأجل أنّ للخطاب الحقيقي بقاءً يعمّ الخطابات الواردة في أوّل الخليقة لجميع الاناسي أعني الآيات التالية: