» يُصبح أمراً لغواً وإن كان عدم العمل يلازم السوم في المرج.
وإن شئت قلت: إذا كان تمام الموضوع للتعلّق هو عدم العمل فكان اللازم في مقام الإجابة أن يركِّز الإمام على ما هو الموضوع للتعلّق مع أنّا نرى أنّ الإمام يتجاوز عن ذلك ويعطي ضابطة كلية ويقول: إنّما الصدقة على السائمة الراعية، فهذا يدلّ على أنّ الأمر على العكس وأنّ الميزان هو السوم وانّ عدم التعلق بالعوامل لأجل كونها معلوفة غالباً.
وأوضح من ذلك صحيحة زرارة، فإنّ الراوي فيها يسأل عن الفرس و البعير المركوبين، والإمام مكان التركيز على عدم تعلّقه بالمركوب يجيب بقوله: «ليس على ما يعلف شيء، إنّما الصدقة على السائمة المرسلة في مرجها»، فالسؤال إنّما هو عن العوامل ولكن الإجابة بالتعليف وعدمه. وهذا يشهد على أنّ المحور السوم والتعليف لا الركوب وعدمه. وأمّا ما ذكره من المؤيدات فإليك تحليلها.