responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 4  صفحه : 88

مصحّحة للانتزاع، فكون الطبقة الثانية فوق الأُولى يعطي للذهن صلاحية لأن ينتزع من تلك الخصوصية مفهوما الفوقية والتحتية.

وأمّا الاعتباري: وهو المفهوم الذي يصنعه الذهن لأغراض اجتماعية، فهو أيضاً يشارك الجميع في استقلال المفهوم، لكن يفارقه أنّه ليس له مصداق في الخارج فيفارق الجوهر والعرض وليس منتزعاً من خصوصية خارجية فيفارق الانتزاعي، بل الذهن يريد تشبيه شيء بشيء فيعطي للمشبه حكم المشبه به، مثلاً أنّ الرأس هو المدير للبدن فلولاه لما كان له فعل، هذا من جانب ومن جانب آخر فإنّ أي مؤسسة بما فيها من الموظفين الذين لا يستغنون عمّن يدبرهم ويديرهم، فيستعار لفظ الرأس من التكوين، ويعطى لهذا المدير فيقال: هذا رئيس وهؤلاء مرؤوسون.

ولهذا يعلم أنّ الاعتبارات العقلائية التي تدور عليها رحى المجتمع أشبه باعطاء حكم الخارج للمعتبر; مثلاً: نرى أنّ ثمرتين متلاصقتين ومعلّقتين على الشجرة وبينهما تلاحم كامل، فنعطي هذا الحكم لزوجين بينهما كمال التلاحم حتى يخرجا عن الانفراد ويعيشا مجتمعين ونعتبرهما زوجين، وبذلك يُعلم أنّ كلّ مفهوم اعتباري ذو منشأ واقعي، بمعنى أنّ الواقع يكون شيئاً لانتقال الذهن إلى صنع مفاهيم لأجل غايات اجتماعية.

وبذلك يفترق الانتزاعي عن الاعتباري; فالأوّل يؤخذ من نفس الخارج، وأمّا الثاني فيكون الخارج ذريعة لإنشاء مصداق اعتباري له في عالم الاعتبار بقوله: زوجت هذه بهذا.

نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 4  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست