responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 4  صفحه : 496

لأنّهم كانوا على هذا النمط، ولذلك اختلفت فتاوى الشافعي بعدما انتقل من العراق إلى الشام ثم إلى مصر، فقسمت فتاواه إلى قديم وجديد، كأنّ البيئة الجديدة قد أثّرت في استنباطاته.

وأمّا أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) فهم وإن كانوا يصدرون عن الكتاب والسنّة ويفتون بما ورد فيهما، ولكن طرق علومهم بالمعارف والأحكام لا تنحصر بذينك الأمرين، بل الأجوبة تلقى في روعهم بما أنّهم محدّثون تتكلّم معهم الملائكة دون أن يكونوا أنبياء.

فهذا مصاحب موسى(عليه السلام) كان يتلقّى العلم من عند الله سبحانه دون أن يكون نبياً، قال سبحانه:(فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَ عَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا)[1]، وقد تعلّم العلم من الله سبحانه دون أن يكون نبياً، إذ لا يتصوّر وجود نبيّين في زمان واحد في منطقة واحدة.

فإن قلت: كان لوط نبياً وفي الوقت نفسه كان إبراهيم نبياً مثله؟

قلت: كانا نبيين لكن في منطقتين، على أنّ لوطاً كان مروّجاً لدين إبراهيم(عليه السلام) أو نائباً عنه.

وبالجملة: تلقّي العلم من الله سبحانه بتحديث الملائكة أو بالإلقاء في الروع يدلّ على عظيم المنزلة ولكن لا يدلّ على النبوة.

كما أنّ القول بعصمة الأئمة لا يلازم النبوة كما يتصوّره أكثر المجادلين من أهل السنّة، فإنّ مريم بنت عمران كانت معصومة، ويدلّ عليه قوله سبحانه:(يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ


[1] الكهف:65.
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 4  صفحه : 496
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست