نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 4 صفحه : 497
الْعَالَمِينَ)[1]، والمراد من التطهير ليس هو التطهير المادي، بل هو التطهير من رذائل الأخلاق ومساوئ الآداب وهو العصمة.
الجواب الثاني: أنّ العوامل الخارجية أوجدت الاضطراب والاختلاف في روايات أهل البيت(عليهم السلام)، ولذلك قام شيخ الطائفة بتأليف كتاب حول الأخبار المتعارضة وكيفية الجمع بينها سمّاه بـ«الاستبصار فيما اختلف من الأخبار»، وهانحن نشير إلى بعض هذه العوامل واحداً بعد الآخر.
1. حدوث التقطيع في الروايات
روى أهل السنّة عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)أنّه قال:«إنّ الله خلق آدم على صورته»، وقد استدلّ به المجسّمة على أنّ لله سبحانه جسماً، كما استدلّ المشبهة به على أنّ له تعالى أعضاء كأعضاء الإنسان، وذلك بإرجاع الضمير في قوله: «على صورته» إلى الله سبحانه.
ولكن الإمام الرضا(عليه السلام) كشف النقاب عن معنى الحديث وقال:«إنّ رسول الله رآى رجلين يتسابّان فسمع أحدهما يقول لصاحبه: قبّح الله وجهك ووجه من يشبهك، وعند ذلك قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): «يا عبد الله لا تقل هذا لأخيك فإنّ الله عزّ وجلّ خلق آدم على صورته».[2] أي على صورة هذا الرجل الذي أنت تسبّه، فالضمير يرجع إلى الرجل، لا إلى الله تعالى، فانظر كيف يختلف معنى الحديث بالتقطيع وعدمه.