responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 2  صفحه : 515

وقوله سبحانه: (فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا) ناظر إلى الفقراء فقد رخّص سبحانه لهم النجوى من دون أن يقدّموا صدقة.

ولمّا كتب على الأغنياء من الصحابة تقديم الصدقة تركوا مناجاته (صلى الله عليه وآله وسلم)خوفاً من بذل المال للصدقة، فلم يناجه أحدٌ منهم إلاّ علياً (عليه السلام)، فنزلت الآية الثانية، وهي قوله سبحانه: (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَات فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ تَابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَوةَ وَ آتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَ رَسُولَهُ وَ اللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )[1].

والإشفاق: الخشية، ومفعول الفعل محذوف، أي: أخشيتم الفقر لأجل بذل المال، ويحتمل أن تكون جملة «أن تقدموا» مفعولاً له، أي: أخشيتم التصدّق وبذل المال للنجوى.

فقوله: «فإذ لم تفعلوا» جملة شرطية، جزاؤها (فَأَقِيمُوا الصَّلَوةَ وَ آتُوا الزَّكَاةَ) ، وتقدير الآية: فإذا لم تفعلوا ما كُلفتم به فاثبتوا على امتثال سائر التكاليف من إقامة الصلاة وايتاء الزكاة.

فإن قلت: كيف تدلّ الآية الثانية على نسخ الآية الأُولى ؟

قلت: الشاهد على ذلك قوله سبحانه: (وَ تَابَ اللهُ عَلَيْكُمْ) حيث إنّ معناه: رفع الله عنهم وجوب الصدقة بين يدي المناجاة تقديماً للمصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وفي الوقت نفسه أمرهم بإقامة سائر الفرائض. وقد روي عن علي (عليه السلام)أنّه قال: «آية من كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي ولا


[1] المجادلة: 13 .
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 2  صفحه : 515
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست