responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 87

الرابطي، وعن الثالث بالوجود الرابط، كما قال الحكيم السبزواري:

إنّ الوجود رابط ورابطي ثمة نفسيّ فهاك فاضبط

فعلى هذا فالمعاني إمّا مستقلة مفهوماً وماهية، وإمّا مندكّة وفانية في الغير، وهذه خصيصة ذاتية للمعاني غير مكتسبة من لحاظ لاحظ واعتبار معتبر.

ولتوضيح ما قلناه نأتي بمثال آخر كما لو قلنا (سرت من البصرة إلى الكوفة) فكلّ من (السير) و (البصرة) ينالهما الذهن من دون حاجة إلى مفهوم آخر، بخلاف اتجاه السير مبدأً ومقصداً فإنّ الذهن يحتاج في تصوّرها إلى شيء آخر، أي (السير والبصرة والكوفة).

إنّ للشريف الجرجاني كلاماً في المقام ننقله بنصّه; قال:

كما أنّ في الخارج موجوداً قائماً بذاته، وموجوداً قائماً بغيره، كذلك في الذهن ; معقول هو مُدرك قصداً، ملحوظاً في ذاته، يصلح أن يحكم عليه وبه. ومعقول هو مُدرك تبعاً وآلة، كملاحظة غيره، فلا يصلح لشيء منهما، فالابتداء مثلاً إذا لاحظه العقل قصداً وبالذات كان معنىً مستقلاًّ بالمفهومية، ملحوظٌ في ذاته، وهو بهذا الاعتبار مدلول لفظ الابتداء فقط، ولا حاجة في الدلالة عليه إلى ضمّ كلمة أُخرى إليه لتدلّ على متعلّقه، وهذا هو المراد بقولهم إنّ للإسم والفعل معنى كائناً في نفس الكلمة الدالّة عليه، وإذا لاحظه العقل من حيث هو حالة بين السير والبصرة مثلاً وجعله آلة لتعرف حالهما، كان معنى غير مستقل بالمفهومية، ولا يصلح أن يكون محكوماً عليه وبه، ولا

نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست