responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 66

الأذكياء العارفون بالفرد الحقيقي والفرد التنزيلي، وأمّا الإنسان البدائي فهذا العمل الدقيق بعيد منه حتّى أنّ هذا المعنى لا يدور بخلد الأذكياء في مجمع اللغة .

أضف إلى ذلك أنّ كون اللفظ وجوداً تنزيلياً للمعنى لا يتحقّق إلاّ بالاستعمال، فهذا هو الّذي يتحقّق به التنزيل ولولا الاستعمال لمّا كان من التنزيل أثر ولا خبر، وكلامنا في المقام في الوضع المتقدّم على الاستعمال، ولو حاولتَ تبيّن الحال فاعطف نظرك إلى صانع المرآة ومن ينظر فيها فالصانع ينظر إليها بنظرة استقلالية لا تنزيلية بخلاف الناظر فيها قبل الخروج من البيت ليرتّب وضعه الخارجي. فمثل الواضع مثل صانع المرآة كما أنّ مثل الناظر هو مثل المستعمل.

وبكلمة قصيرة: التنزيل من شؤون الاستعمال وليس من شؤون الوضع.

3. الوجه المختار وهو أنّ الوضع عبارة عن تعيين اللفظ في مقابل المعنى. ونستكشف ذلك من عمل الأخصائيّين في المجامع اللغوية فإنّ عملهم يقوم على وضع الألفاظ بإزاء المعاني، فإذا كانت هناك ظاهرة طبيعية أو اجتماعية ظهرت في حياتهم يحاولون وضع لفظ يشير إليها كما هوالحال في الاختراعات الحديثة والظواهر الاجتماعية الجديدة. ليستمد به الواضع أو المجتمع في التعبير عنها.

إلى هنا تم تبيين نظرية الاعتبار بوجوهها الثلاثة. ولننتقل إلى بيان نظرية التعهّد.

نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست