responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 63

الوضع ظاهرة بشرية

الإمعان في الحياة البشرية الغابرة يثبت بأنّ الحضارة الإنسانية بأبعادها ليست وليدة يوم أو شهر أو سنة، بل الإنسان خرج من البداوة والحياة الفردية إلى الحياة الاجتماعية بالتدريج فهو عبر تعمير الأرض بأنحائها المختلفة كان بحاجة شديدة إلى التفاهم والحوار، وقد خلق الله سبحانه مادتها في فطرته، وقال: (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) فالحاجة دعته إلى إفهام ما في ضميره من الحوائج بإنشاء ألفاظ مقابل معان بالتدريج، فلو قلنا إنّ لكلّ لغة واضعاً، فالواضع هو البشر عبر الزمان بإذن الله سبحانه وبالتدريج ولم يزل الأمر كذلك في مستقبل الأيام حيث إنّ الألفاظ تزداد، وفق زيادة المعاني.

إنّ وضع الألفاظ في مقابل المعاني نتيجة قانون طبيعي وهو قانون «الطلب والعرض» فهما متلازمان، فإذا كان هناك طلب من جانب يتحقّق العرض والاستجابة من جانب آخر، والمقام أشبه به فمن جانب يريد الإنسان ان يُفهم ما يقوم في ذهنه من المعاني البسيطة أو المركبة وهذا هو الطلب، وهو يلازم وجود عرض يتناسب مع هذا الطلب، وما هو إلاّ اختراع ألفاظ وجمل تؤدّي حاجته، وهذا هو العرض.

والّذي يدلّ على ذلك وجود المجامع العلمية والأدبية الّتي تضع الألفاظ لمعان مختلفة جديدة فالحاجة ألجأتهم إلى إنشاء هذه المجامع الّتي يلتقي فيها أساتذة اللغة والأدب فيضعون الألفاظ بعد محاورات ومناظرات،

نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست