غير أنّ هذا الأمر يتحقّق في هذه الأيّام بفضل أشخاص ماهرين، ولكنّ أصل اللغة تكوّن نتيجة محاورة جماعات كثيرة عبر القرون.

وأمّا اشتمال اللغة على الدقائق الفنية والقواعد الجليلة فهو ليس نتيجة جهد شخص أو أشخاص في زمن معيّن، وإنّما هي ممارسة الإنسان لهذه اللغة عبر القرون.

الموضع الثالث: ما هي حقيقة الوضع؟

المعروف بين العلماء في حقيقة الوضع نظريتان:

أ. نظرية الاعتبار، وأنّ حقيقة الوضع ترجع إلى أمر اعتباري.

ب. نظرية التعهّد.

وإليك تبيين النظريتين:

النظرية الأُولى للوضع

وحاصل النظرية: أنّ الواضع يمارس عملية اعتبارية إنشائية تتولّد على ضوئها العلاقة اللغوية بين اللفظ والمعنى.

وقد اختلفت كلمتهم في بيان ذلك الأمر الاعتباري بصور نشير إليها :

1. ما ذكره المحقّق الخراساني حيث قال: الوضع عبارة عن نحو اختصاص اللفظ بالمعنى وارتباط خاص بينهما ناش عن تخصيصه به تارة ومن كثرة استعماله فيها أُخرى.