ولكن الجميع صور متنوعة من معنى واحد وهو الإتقان والإنفاذ، يقول ابن فارس: ليس له إلاّ أصل واحد والجميع يرجع إلى ذلك وهو ما يدلّ على إحكام أمر وإتقانه وإنفاذه. قال الله تعالى: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَات فِي يَوْمَيْنِ)[1] أي أحكم خلقهن، والقضاء: الحكم، قال سبحانه في ذكر من قال: (فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاض )[2] أي اصنع واحكم، ولذلك سمّي القاضي قاضياً، لأنّه يحكم الأحكام وينفذها، وسمّيت المنية قضاءً، لأنّها أمر ينفذ في ابن آدم وغيره من الخلق.
إلى أن قال: وكلّ كلمة في الباب فإنّها تجري على القياس الّذي ذكرناه، فإذا هُمز تغيّر المعنى، يقولون: القُضاة: العيب، يقال: ما عليك منه قضاة، وفي عينه قضاة: أي فساد. [3]