........

الروايات الدالة على الاعتصام

و طوائف الروايات الواردة في الطهارة و الاعتصام متعددة:

[الطائفة] الاولى:

المكاتبة لابن بزيع، و هي كما في الكافي قال: كتبت الى رجل أسأله أن يسأل أبا الحسن الرضا (ع) عن البئر تكون في المنزل للوضوء فيقطر فيها قطرات من بول أو دم، أو يسقط فيها شيء من عذرة كالبعر و نحوها ما الذي يطهرها حتى يحلّ الوضوء منها للصلاة؟ فوقع (ع) بخطه في كتابي: «ينزح دلاء منها» [1].

و بهذا الاسناد قال: «ماء البئر واسع لا يفسده شيء إلا أن يتغير به»، و الاشكال في السند كما تقدم في بحث التغير من المحقق مدفوع كما مرّ، و زاد الشيخ في التهذيب في بعض مواضعه «إلا أن يتغير ريحه أو طعمه، فينزح منه حتى يذهب الريح و يطيب طعمه، لأن له مادة».

و قد يشكل في الدلالة: بأن الإفساد ليس بمعنى النجاسة بل بمعنى السقوط عن الاستعمال و الفائدة كما في جواب المتأخرين لمعتبرة ابن أبي يعفور الآتية في أدلة النجاسة.

و القرينة على ذلك هو صدر المكاتبة، و إن روى الذيل مفردا في مواضع من التهذيبين، حيث أنه مفترض فيه النجاسة بالملاقاة و الطهارة بالنزح، و ان المقصود دفع توهم ان طين و جدار البئر لا يطهر فلا بد من طمّها كما تقدم حكايته عن بشر من العامة، بأنه واسع من جهة المادة فبالنزح يحصل نحو من الجريان

[1] الكافي ج 3/ 5.