كالقنوات لا ينجس (1) بملاقاة النجس و كذا وقع التعميم في مياه القنوات الناشئة من ذوبان الثلوج، و صدق العنوان واضح و ان لم يصدق النبع، حيث أن ظاهر من أخذه في التعريف هو الاشارة للمادة التي ينشأ منها التدافع و السيلان و الفوران، و إلا فما ينبع من الارض هو بصورة الراكد تحت الارض في الاعماق الجوفية و الذي يوجب حركته عوامل منها القاعدة الارتوازية.

و من ذلك يقرب التعميم للماء الجاري في الانابيب المستعملة في شبكات المياه الحديثة، سيّما اذا قلنا بالتعميم لما يخرج بالرشح، و يكون تدافعه ببطء بل يتصور البطء في النابع المتعدي أيضا.

مؤيدا بصدق العنوان على العيون النابعة الجارية في بعض الفصول دون اخرى، فكذلك فيما يجري في الانابيب حال فتح الماء منها و جريانه.

و أهمية صدق العنوان لأخذه في موضوع سقوط تعدد الغسل في المتنجس بالبول اذا غسل فيه، أو من جهة الاعتصام، و لكن الثاني كما تقدم هو المطلق ذي المادة، و الاول هو لمطلق الكثير أيضا كما سيأتي في المطهرات، بل لو منعنا سقوط التعدد في الراكد فلا نمنع السقوط في موارد التعميم المزبورة كما سيتضح عند البحث عنه.

اعتصام الجاري القليل

(1) اجماعا في الكثير و الاكثر في القليل عدا العلامة في عدة من كتبه، و تبعه المقداد في تنقيحه فاشترط الكرية، و ان كان ينافيه ما التزمه في كيفية تطهيره بمجرد زوال التغيّر و تدافع الماء عليه من المادة من دون تقييد بالكرية فإن ذلك يخالف حكم القليل.