نام کتاب : الشهادة الثالثة نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 145
كانوا يضحّون فيها بالغالي و النفيس من أجل الثبات عليها أمام مرأى و عيان من الشيخ، كل ذلك يشكل قرائن قوية للوثوق بالصدور لهذه الطوائف من الروايات التي رواها الصدوق في الفقيه و الشيخ في النهاية و المبسوط.
نظرة ابن برّاج قدّس سرّه و سيرة عصره
فقد قال في المهذب (و يستحبّ لمن أذّن أو أقام أن يقول في نفسه عند (حي على خير العمل): (آل محمّد خير البرية) مرتين) و هذا تصريح منه بالعمل و الفتوى بأحد الطوائف التي رواها الصدوق في الفقيه، و يظهر من ذلك أنها واصلة لديه، غاية الأمر قد قيّد قراءتها سرا. و هذا مما يعضد الجمع بين الروايات المتضمّنة للشهادة الثالثة و لطوائف الروايات الخالية منها أي من الشهادة الثالثة بأن وجه خلو أكثر الروايات من الشهادة الثالثة، هو لأجل الحذر على الطائفة و الشيعة من الجهار بها و ممارستها علنا أمام العامّة أي أن الخلو لاجل التقية، و يظهر جليا أن مبناه مخالف لمسلك الصدوق تجاه تلك الروايات كما أنه مخالف لمسلك الشيخ الطوسي حيث يبني على التعارض و التخيير، بينما بنى ابن برّاج على الجمع بينها بحمل المتضمّنة للشهادة الثالثة على الإسرار، و هذا يعطي حمله للروايات الخالية منها على التقية. و الإسرار أحد كيفيات الأذان في بعض الموارد كما أن الإجهار من كيفياته في غالب الموارد فقد حكى في الجواهر [1] عن المبسوط جواز الأذان سرا و استحبابه للمنفرد لكنه أشكله في المنفرد في موارد المنع و لو على جهة الكراهة لعدم