نام کتاب : الحج في الشريعة الإسلامية الغراء نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 3 صفحه : 349
..........
لجدل، إذا كان شديد الخصام. و ربّما يستعمل في الحبل المفتول، و يقال له: «الجديل».
و أمّا الكتاب فقد استعمله بمعنى قريب من المعنى اللغوي، قال سبحانه:
وَ جٰادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[1]، أي حاججهم بالتي هي أحسن بمقابلة الحجّة بالحجّة. و قال سبحانه: فَلَمّٰا ذَهَبَ عَنْ إِبْرٰاهِيمَ الرَّوْعُ وَ جٰاءَتْهُ الْبُشْرىٰ يُجٰادِلُنٰا فِي قَوْمِ لُوطٍ. [2]
و لم يذكر القرآن كيفية احتجاج إبراهيم على اللّه سبحانه في رفع البلاء عنهم، و من المعلوم أنّ محاجّة إبراهيم لم تكن عن خصومة و إنّما كانت احتجاجا استرحاميّا على اللّه سبحانه متمسّكا برحمته و مغفرته. و لذلك قلنا: إنّه استعمل في القرآن قريبا من المعنى اللغوي. نعم استعمل في محاجّة خصومه في الآية الثالثة، و قال سبحانه: وَ قٰالُوا أَ آلِهَتُنٰا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مٰا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلّٰا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ. [3]
توضيحه: أنّه لمّا نزل قوله سبحانه: إِنَّكُمْ وَ مٰا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ[4] استغلّته قريش و قالوا: قد رضينا بأن تكون آلهتنا حيث يكون عيسى، و إلى ذلك يشير سبحانه بقوله: وَ قٰالُوا أَ آلِهَتُنٰا خَيْرٌ أَمْ هُوَ[5]، و الضمير يرجع إلى ابن مريم، ثمّ إنّه سبحانه يفسّر استغلالهم بقوله: مٰا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلّٰا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ، أي ما ضربوا هذا المثل لك إلّا ليجادلوك به و يخاصموك