المواهب في تحرير احکام المکاسب - السبحاني، الشيخ جعفر

نام کتاب : المواهب في تحرير احکام المکاسب نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 386

و أضاف السید الطباطبائی (قدس سره) علی الجواب: بأنّ التکلیف بالنفخ لیس للامتثال، بل للتعجیز کما أُشیر إلیه فی الروایة، فلا یستلزم أن یکون المأمور به ممکناً.
و أجاب عن هذه الوجوه- انتصاراً لصاحب «الجواهر»، سیدنا الأُستاذ- دام ظله-: بأنّ المدّعی لیس استحالة النفخ فی النقش المجرّد حتّی أُجیب عنها بهذه الوجوه، بل المدّعی: انّ الظاهر المتفاهم من الروایة أنّ الصورة الکذائیة لا ینقص عن المصوّر إلّا الروح، فکلّف بالنفخ حتّی یکمل الصورة و تصیر حیواناً معهوداً، و هذا لا یکون إلّا إذا کانت الصورة مجسمة. [1]
و لکن یمکن أن یدفع بأنّ تسلّم هذا الظهور من الروایات مشکل، فانّ التکلیف التعجیزی بأمر مکمل لشی‌ء لا یکون دلیلًا علی حصول جمیع المراتب غیر الأخیرة کما یظهر فی بعض الأمثلة العرفیة.
و أمّا التشبه بالخالق تعالی- المستفاد من الأخبار انّه هو الحکمة لحرمة التصویر- فکما یتحقّق فی المجسَّم فکذا فی النقش المعجب أیضاً، و إن کان فی المجسَّم یکون التشبه أشد. فلا ینثلم إطلاق الروایات.
و بهذا یظهر عدم تمامیة الجواب عن الشیخ: بأنّ ما ذکره (قدس سره) محاولة عقلیة لا تقاوم الظهور، و مخالف لما تهدف إلیه الروایات، لأنّ الظاهر أنّ السر فی التحریم هو کون التصویر فعلًا مختصاً باللّه تعالی قال عزّ من قائل: (هُوَ الَّذِی یُصَوِّرُکُمْ فِی الْأَرْحٰامِ کَیْفَ یَشٰاءُ) [2]، و المصوِّر یمثل بفعله، فعله تعالی المختص به، فعندئذ یؤمر بتکمیل عمله بنفخ الروح فیه و هو غیر قادر علیه و عاجز عنه.
وجه عدم تمامیة الجواب: إن کان المراد من اختصاص التصویر بفعله

[1] المکاسب المحرمة: 1/ 171، 172.
[2] آل عمران: 6.

نام کتاب : المواهب في تحرير احکام المکاسب نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 386

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست