يلاحظ على
الاستدلال بأنّه لا دليل على أنّ التحريم في هذه الموارد ، تحريم غيريّ ، بل ظاهر
الآيات انّها محرمة تحريماً نفسيّاً ، وفي الوقت نفسه ، له غايات كما في تحريم سب
آلهة المشركين ، فانّ الغاية من تحريمه ، عدم إثارة حفيظة المشركين ، لسبّ الله
عدواً ، وكون التحريم لغاية صحيحة لا يكون سبباً لكونه تحريماً غيريّاً ، وإلاّ
تصبح عامة المحرمات ، واجبة غيرية ، حرمت لغايات قصوى.
الاستدلال بالسنّة
قد استدلّوا ـ وراء
الكتاب ـ بما ورد في السنّة أوضحها : ما رواه معاذ بن جبل قال : كنت رديف رسول
الله على حمار يقال له عفير قال : فقال : «يا معاذ تدري ما حقّ الله على العباد ،
وما حقّ العباد على الله؟» قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : «فإنّ حقّ الله على
العباد أن يعبدوا الله ، ولا يشركوا به شيئاً ، وحقّ العباد على الله عزّ وجلّ أن
لا يعذب من لا يشرك به شيئاً» ، قال : قلت يا رسول الله : أفلا أبشر الناس؟ قال : «لا
تبشرهم فيتّكلوا». [٢]
مناقشة حديث معاذ
أ. انّ ما نقله عن
النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ من حقّ العباد على الله وأمره بكتمانه ، فقد جاء