نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 309
محيص من تفسير
الجمع بالجمع الحقيقي ، وهذا دليل على أنّ رواية الحصر في المزدلفة متروكة لا
يحتجّ بها.
الثاني : ما أخرجه ابن جرير عن ابن عمر قال : خرج علينا رسول الله
صلىاللهعليهوآلهوسلم فكان يؤخّر الظهر ويعجّل العصر فيجمع بينهما ، ويؤخر المغرب ويعجّل العشاء
فيجمع بينهما ، وهذا هو الجمع الصوري. [١]
يلاحظ
عليه : أنّ الحديث وإن
كان مشعرا بالجمع الصوري ولكنّه لا يؤخذ به ، وذلك لإجمال المراد منه ، فإن أراد
أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فعل ذلك في السفر ، فقد تقدّم أنّ جمع الرسول بين الصلاتين في السفر ، كان
جمعا حقيقيا.
روى مسلم عن أنس
بن مالك أنّه قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخّر الظهر إلى وقت العصر ، ثمّ
نزل فجمع بينهما. [٢]
وفي رواية أخرى
عنه : أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا عجّل عليه السفر يؤخر الظهر إلى أوّل وقت العصر فيجمع
بينهما ، ويؤخّر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء حتّى يغيب الشفق. [٣]
وإن أراد أنّ رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم جمع بين الصلاتين بالجمع الصوري في الحضر ، فقد عرفت تضافر الروايات على
الجمع الحقيقي ، حيث إنّ حديث ابن عباس وغيره صريح فيه وقرينة على حمل سائر
الروايات على الحقيقي فلا يمكن أن يطرح حديث حبر الأمّة وعمله بحديث مجمل لابن
عمر.
الثالث : ما أخرجه النسائي عن ابن عباس : صلّيت مع النبي الظهر
والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا ، « أخّر الظهر وعجّل العصر وأخّر المغرب
وعجّل