نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 308
أدلّة الشوكاني على أنّ الجمع كان صوريّا
ثمّ إنّ الشوكاني
ممّن يؤيّد تفسير الجمع بالجمع الصوري ، وأيّده بوجوه ثلاثة :
الأوّل : ما أخرجه مالك في الموطّأ والبخاري وأبو داود والنسائي
عن ابن مسعود ، قال : ما رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صلّى صلاة لغير ميقاتها إلاّ صلاتين جمع بين المغرب
والعشاء بالمزدلفة وصلّى الفجر يومئذ قبل ميقاتها.
قال الشوكاني :
نفى ابن مسعود مطلق الجمع وحصره في جمع المزدلفة ، مع أنّه ممّن روى حديث الجمع
بالمدينة كما تقدّم ، وهو يدلّ على أنّ الجمع الواقع بالمدينة جمع صوري ، ولو كان
جمعا حقيقيا لتعارض روايتاه والجمع ما أمكن المسير إليه هو الواجب. [١]
يلاحظ
عليه أوّلا : أنّه لا يحتجّ
به ، لأنّه حصر الجمع في المزدلفة مع تضافر الروايات على أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم جمع في المزدلفة
وعرفة ، فالحديث متروك الظاهر لا يعرّج عليه ، ولا يصحّ قرينة على المراد من الجمع
في روايات المقام.
وثانيا : انّ ابن مسعود نفسه روى جمع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بين الصلاتين في
المدينة وقال : جمع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء فقيل له في ذلك ، فقال :
صنعت ذلك لئلاّ تحرج أمّتي. [٢]
وقد عرفت أنّ
الجمع الصوري أشدّ حرجا من الجمع الحقيقي ، فإنّ معرفة أواخر الأوقات وأوائلها على
وجه الضبط كان مشكلا في الأعصار السابقة ، فلا
[١] نيل الأوطار من
أحاديث سيد الأخيار : ٣ / ٢١٧. وفي المصدر « المصير » مكان « المسير ».