responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الالهيات نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 453

للآخر لم يسقط الباقي بالمعدوم لإستحالة صيرورة المعدوم والمغلوب غالباً ومؤثّراً، وإن تقارنا لزم وجودهما معاً، لأنّ وجود كلّ منهما ينفي وجود الآخر فيلزم وجودهما حال عدمهما، وذلك جمع بين النقيضين. [1]
فإن قلت: لو كان الإحباط باطلًا فما هو المخلص فيما يدلّ على حبط العمل في غير مورد من الآيات الّتي ورد فيها أنّ الكفر والإرتداد والشرك والإساءة إلى النبيّ وغيرها ممّا يحبط الحسنات؟
قلت: إنّ القائلين ببطلان الإحباط يفسّرون الآيات بأنّ إستحقاق الثواب في مواردها كان مشروطاً بعدم لحوق العصيان بالطاعات.
ويمكن أن يقال إنّ الاستحقاق في بدء صدور الطاعات لم يكن مشروطاً بعدم لحوق العصيان، بل كان استقراره وبقاؤه هو المشروط بعدم لحوق المعصية.
قال الطبرسي في تفسير قوله تعالى: «وَ مَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ فِى الآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ» [2]
وفي قوله: «فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ» هنا دلالة على أنّ حبوط الأعمال لا يترتّب على ثبوت الثواب، فإنّ الكافر لا يكون له عمل قد ثبت عليه ثواب، وإنّما يكون له عمل في الظاهر لولا كفره لكان يستحقّ الثواب عليه، فعبّر سبحانه عن هذا العمل بأنّه حبط، فهو حقيقة معناه». [3]
br>
[1] توضيح الدليل للعلّامة الحلي، لاحظ: المصدر المتقدّم.
[2] المائده: 5.
[3] مجمع البيان: 3- 4/ 163، لاحظ أيضاً ص 207، تفسير الآية 50 المائدة.
نام کتاب : محاضرات في الالهيات نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 453
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست