responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الالهيات نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 454

وبما ذكره الطبرسي يظهر جواب سؤال آخر، وهو أنّه إذا كان الإستحقاق مشروطاً بعدم صدور العصيان فكيف يطلق عليه الإحباط، إذ الإحباط إبطال وإسقاط ولم يكن هناك شي‌ء يبطل أو يسقط؟
وذلك لأنّ نفس العمل في الظاهر سبب ومقتضٍ، فالإبطال والأسقاط كما يصدقان مع وجود العلّة التامّة، فهكذا يصدقان مع وجود المقتضي الّذي هو جزء العلّة.
هذا كلّه في الإحباط، وأمّا التكفير فهو لا يعدّ ظلماً لأنّ العقاب حقّ للمولى وإسقاط الحقّ ليس ظلماً بل إحسان، وخلف الوعيد ليس بقبيح عقلًا، وإنّما القبيح خلف الوعد، فلأجل ذلك لاحاجة إلى تقييد استحقاق العقاب أو استمراره بعدم تعقّب الطاعات، بل هو ثابت غير أنّ المولى سبحانه عفي عبده لما فعله من الطاعات.
قال سبحانه:
«إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً» [1]. [2]

هذا ولا يصحّ القول بالإحباط والتكفير في كلّ الأعمال، بل يجب تتّبع النصوص و الاقتصار بها في ذلك.
br>
[1] النساء: 31.
[2] و في معناها الآية 29/ الأنفال؛ و الآية 2/ محمّد.
نام کتاب : محاضرات في الالهيات نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 454
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست