responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 134

والناموس المطّرد في هذا الباب هو أنّ الإنسان إذا استعمل إحدى حواسهـ بأن أطلّ بنظره على مشاهدة الموجودات أو لمس بيديه شيئاً أو استمع مقال قائل وهكذاـ يحدث الأثر المادّي في مواضع الإدراك (الخلايا الدماغية) من جانب تأثير المادّة الخارجية، وهذا الأثر المادّي يدور وجوده وعدمه مدار إعمال الحواس وعدمه، فإذا حبسها عن الاستعمال، انعدم الأثر، ولو استعملها يتجلّـى الأثر البارز في الدماغ ومواضع الإدراك.

غير أنّ حدوث ذاك الأثر المادّي مقارن لحصول حالة الإدراك والعلم في الذهن الإنساني، وعندئذ يجب إمعان النظر في حقيقة العلم والإدراك،


= ب ـ أطبق العلماء المحدّثون والقدامى على أنّ الإداراكات الذهنية رهينة عوامل مادّية خارجة عن جو الذهن لا تحصل إلاّ بها، ولم تزل العلوم الطبيعية مطارح الأنظار طوال القرون الإسلامية وقبلها بين الأغارقة، متسلّمين كل ما أثبتته التجارب والقواعد الطبيعية، واقفين على أنّ للإدراك شرائط خاصة لا تحصل إلاّ في ظروف معينة، ضع يدك على أي تأليف منهم في العلوم الطبيعية، تجد أسفارهم مملوءة بالبحث عن الإبصار وعلله وما انطوى في الباصرة من نظام بديع، تدهش دونه العقول، وما فيه من مياه وأغشية.
ثم اعطف نـظرك إلى مختلف المباحث المعنونة في الفيزياء في أعصارنا حول النور والصوت والأمواج الأثيرية، وانّها كيف ترد الجليدية وتؤثر فيها، ومثلها الأمواج الصوتية وانّها كيف تؤثر في الصماخ، إلى غير ذلك من الشرائط فقد قبلها الأقطاب وغيرهم من المؤمنين بالواقعية الخارجية، النافين عن أنفسهم السفسطة.
هذا هو علم وظائف الأعضاء قد شرح الخبراء تحت المشراط العلمي أنّ للأعصاب في الحيوان والإنسان وظائف خاصة وأنّها تتأثر بالعوامل الخارجية وتظهر فيها آثار تلك العلل، وقد تكفّل بيان هذه المباحث ذلك العلم الذي لم يزل يتسع نطاقه.
هذا وما قبله قد آمن بهما كل من نفى السفسطة عن نفسه وعُدّ من المؤمنين بالوقائع الخارجية، سواء في ذلك الفلاسفة الإسلاميون وغيرهم. نعم ليس لهم علم حضوري بكل ما ذكر بل أذعنوا لها من طريق العلم وناحية التجربة. =
نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست