responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظل أُصول الاِسلام نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 227

على سبيل الاَصالة (أي بقدرة ذاتية) والاستقلال (أي بإرادة ذاتية) والصادر عن غير اللّه يكون بقدرة غير أصيلة وإرادة غير مستقلة ولهذا لا يكون هناك تعارض أو تناقض.

وهذا هو حقّ التوحيد الذي أرشدنا إليه البرهانُ العقليّ والتدبّـرُ في الذكر الحكيم.

هذا كلّه راجع إلى التوسّل بالاَسباب الطبيعية وقد عرفت أنّ التوسّل بها على وجهٍ لا يضرُّ بالتوحيد بل يوَيده ويوَكّده.

التوسّل بالاَسباب غير الطبيعية:

إنّ عالم الكون عالمٌ فسيحٌ لا يحيط الاِنسان بأسرارِه ودقائقِه، وإنّ ما اكتشفه الاِنسانُ من ذلك ليس سوى قدر ضئيل بالنسبة إلى ما خفي عليه، كيف وما أُوتي الانسان من العلم إلاّ قليلاً [1]

فهذا هو العالم الفيزيائي الذائع الصيت «اينشتاين» وقف عند درج صغير في أسفل مكتبته وقال: إنَّ نسبة ما أعلم إلى مالا أعلم كنسبة هذا الدرج إلى مكتبتي [2].

وعلى ضوء ذلك فللّه سبحانه في هذا العالم أسباب وعلل أُخرى لم يصل إليها البشر، اللّهمّ إلاّ الاَمثل فالاَمثل من الاَنبياء والاَولياء ممّن عرفوا


[1]اقتباس من قوله سبحانه: (ويَسْأَلونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحِ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتيتُمْ مِن العِلْمِ إِلاَّ قَليلاً) الاِسراء: 85.

[2]مجلة رسالة الاِسلام العدد الاَول: السنة الرابعة وكان عليه أن يقول: إنّه أقل حتّى من هذه النسبة.
نام کتاب : في ظل أُصول الاِسلام نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست