responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظل أُصول الاِسلام نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 228

الكتاب أو أُوتوا علماً منه [1]

إنَّ القرآن الكريم يصفُ عِجل السامريّ بقوله: (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هَذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى فَنَسِـيَ) [2]

وبعد ما رجع موسى من الميقات ورأى الحال فسأل السامري عن كيفية عمله وأنّه كيف قدر على ما صنع فأجابه بقوله: (بَصُـرْتُ بِمَا لَـمْ يَبْصرُواْ بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِن أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوّلَتْ لي نَفْسي)[3]

ففسَّـر عمله بأنّه أخذ قبضةً من أثر الرسول فعالج بها مطلوبهم، فأصبحَ العجلُ ذا خوار، وهذا ينتج أنّه توسّل بسبب غير مألوف ولا معلوم.

ومن ـ يا تُرى ـ هذا الرسول الذي أشار إليه، وما أثره، فهو بعد غير معلوم.

إنّ هذا البحث لم يكن مقصوداً بالذات، إنّما المقصود بالذات، هو الاِشارة إلى أنّ المسبّبات المعنوية، كتحصيل رضاء اللّه سبحانه والتقرّب منه لا يحصل أيضاً إلاّ بأسباب، فكما أنّ التعلّق بالاَسباب المادية لاَجل تحصيل مُسبَّباتها لا يُنافي أصل التوحيد، فهكذا الحال في الاَُمور المعنوية فهي لا تحصل إلاّ بالتمسّك بأسبابها.


[1]إشارة إلى قوله عزَّ وجلّ: (وَقالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْم مِنَ الكِتابِ أنا ءَاتيك بِهِ قَبْلَ أن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) النمل: 40.

[2]طه: 88.

[3]طه: 96.
نام کتاب : في ظل أُصول الاِسلام نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست