responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظل أُصول الاِسلام نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 226

وإنّما يُنافي الحصر لو اعتقدنا بأنّ للاَسباب والوسائط أصالةً واستقلالاً في العمل والتصرّف، وهذا ممّا لا يليق أن يُنسب إلى موحّد أبداً.

إنّ القرآن حافلٌ بحصر أفعال باللّه سبحانه، فهو ينسبها إليه في صورة الحصر، ولكنّه يعود فينسبها في نفس الوقت إلى غيره وليس هناك تهافت وتضاد بين الاِسنادين والنسبتين لاَنّ المحصور باللّه سبحانه غير المنسوب إلى غيره.

يقول سبحانه: (إِيَّاكَ نَسْتَعينُ) وفي الوقت نفسه يقول عزّ وجلّ (اسْتَعِينواْ بِالصَّـبْـرِ والصَّلاةِ وَإِنّها لَكَبيرةٌ إِلاَّ عَلَـى الخاشِعينَ) [1]

يقول سبحانه: (إِذَا مَرِضْتُ فَهُو يَشْفِينِ) [2]. وفي الوقت نفسه يقول تعالى: (يَخْرُجُ مِن بُطُونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ) [3]

يقول سبحانه: (قُلْ للّهِ الشَّفاعَةُ جميعاً) [4] وفي الوقت نفسه يثبت الشفاعة للملك يقول: (كَمْ مِن مَلَكٍ في السَّماواتِ لا تُغْنِى شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللّهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضـى)[5]

إلى غير ذلك من الآيات الورادة في وفاة النفوس وكتابة الاَعمال ممّا أُسند فعله إلى اللّه بصورة الحصر وإلى غيره أيضاً، من غير تضاد أو تناقض لاَنّ الفعل المحصور باللّه هو غير المنسوب إلى غيره، فالصادر من اللّه يكون


[1]البقرة: 45.

[2]الشعراء: 80.

[3] النحل: 69.

[4]الزمر: 44.

[5]النجم: 26.
نام کتاب : في ظل أُصول الاِسلام نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست